السبت، 19 مارس 2011

دائرة الأشراف العجيمية البديرية الدهمشية العباسية في البرصة

مخطوط البديرية الدهمشية (2)

توقفنا المرة الفائتة عند ذرية الامير سمرة بن الامير سرار ، وقلنا أن هناك عدد من الروايات فيما يخص هذا القسم ، بدأناها بالرواية المذكورة في المخطوط الذي نحن بصدده ، و الذي ذكر بأن للأمير سمر(أو سمرة) ابنٌ هو ترك ، ولترك ولدين، هما بدير و سل(ولم يذكر شيئا عن سل أخو بدير) ، و أن لبدير ثلاثة أولاد هم ، ألوان و دهمش و محمد ،و لكل ذرية .
و هنا يحصل الاضطراب ، حين يقول :
هذا الثلاثة رجال من السبعة
فلم أدري تحديدا عن أي ثلاثة رجال يتحدث ؟؟ هل عن أبناء بدير الثلاثة (ألوان و دهمش و محمد) ؟؟؟
أم عن الثلاثة رجال أبناء محمد بن بدير ..
عموما .. هناك بعض الإشارات التي ربما تقودنا إلى التحديد في الفقرة التالية : ...
هذا الثلاثة رجال من السبعة و الرابع أولاد شف و الخامس الكرفاب و المكناصراب و الكرباوين و الموكداب و النوراب و الكيداب كلهم أولاد رجل واحد و السادس أولاد سكوت و هم السكتاب و السابع أربان نصر الله أولاد سل
إذا لنتتبع هذا الطريق ..
الرابع : أولاد شف،
الخامس أبناؤه هم : الكرفاب و المكناصراب و الكرباوين و الموكداب و النوراب و الكيداب ،
السادس : أولاد سكوت،
و السابع هم أولاد الأرباب - كتبت الاربان – نصر الله (((أولاد سل)))
أي أن السبعة أبناء هم أبناء سل ، و لبيان ذكر اسم سل في المخطوطه نجد أنه ذكر مرتين :
و أن ترك السالف ذكره ولد بدير مع سل.
و محمد ولد ثلاثة رجال منهم سل
و بالرجوع إلى عامود النسب المذكور في المخطوط ، نجده يجعل أرباب نصر الله ابنا لسل بن محمد بن بدير،
إذا فيكون الثلاثة رجال المقصودين هم أبناء محمد بن بدير و الله تعالى و أعلم.
هناك بعض الملاحظات:
أولها أن المراجع التي بين أيدينا تقول أن ((الأرباب نصر الله هو ابن صلاح بن موسى الاكبر بن محمد بن صلاح بن دهمش بن بدير)) ، و في المخطوط جعل الأرباب نصر الله ابنا لصلاح بن محمد بن بدير ، بوجد فارق لثلاثة أسماء.
ثانيها جد الأرباب نصر الله في هذا المخطوط ، هو محمد بن بدير و ليس دهمش بن بدير ، وهذا يخالف ما ذكر في مخطوطة السيد أحمد بن إسماعيل الولي ، و الصحائح التاريخية من العهود الدفارية (المفقود) ، و المراجع الآخرى ، التي تشير إلى أن أبناء الملك صلاح الصغير السبعة ، هم أحفاد دهمش ، بل الملعومة الوارده لدينا بأن دهمش هو لقب لمحمد بن بدير ، أي أنه ( محمد دهمش بن بدير) ، ويقال أنه سميا دهمش ، لأنه كان ذو جذية روحانية ، فلعل المقصود هو محمد دهمش ،و إن كان هذا الرأي أيضا يحتاج لوقفة ، لأن المخطوط ذكر ذرية كاملة لدهمش ، و ذرية كاملة لمحمد .. فهذا ما يحتاج لتمحيص و تدقيق ...
و لا ننسى بأن السيد أحمد بن إسماعيل الولي كان قد أشار إلى أن أولاد صلاح بن موسى الكبير سبعة رجال: نصرالله وهو جد (المسواب و العايداب و الاسداب و السعدناب و الشطراب)
و ناصر وهو جد (الناصرية و الملكناصرية و الكرفاب و الشالاب و الشفولاب و السلماب).
و لا ننسى بأن أسرة السيد أحمد بن الولي إسماعيل هم بديرية دهمشية ملكناصرية من فرع الملك ناصر أخو الملك الأرباب نصر الله ، كما أشار هو ، كذلك الحداديد اللذين يسكنون البرصة هم بديرية دهمشية ملكناصرية.أشرت إلى هذا لبيان أن الأرباب نصر الله ليس هو الملك ناصر ، بل إنهما أخوين لأب واحد هو الملك صلاح بن موسى الكبير و الله تعالى و أعلم.
إذا المخطوط جعل لصلاح (بغض النظر عن كونه ابن محمد بن بدير أو ابن موسى الأكبر) سبعة أبناء، ذكر منهم أحمد بن الولي نصرالله و ناصر،و إن كان قد أشار بقوله (..الذي وقفت عليه بالتفريع ولم أقف على ذكر أولاد صلاح السبعة و توجيه ذرية كل منهم و في هذا القدر كفاية .. أ.هـ) .
بينما ذكرهم المخطوط جميعا (ومنهم الأرباب نصر الله).
ثم يواصل فيقول :
أولاد أرباب نصر الله خمس رجال الأول أرباب موسى الكبير و الثاني سعد و ذريته السعدناب و الثالث ناصر و هم النصاري و الرابع أسعد و هم الاسراب و الخامس شاطر و هم الشاطراب
إذا للأرباب نصر الله 5 أبناء هم :
الأرباب موسى الكبير
سعد و ذريته السعدناب
ناصر و ذريته النصاري
أسعد وذريته الاسراب
شاطر و ذريته الشاطراب
ما ذكر في الصحائح و خلاصة الاقتباس بأن الأرباب نصرالله ابنه الملك ابيض ، و في الصحائح ذكر أن الملك ابيض ابنه الملك حماد ، أما في الخلاصة فإن ابن الملك أبيض هو الملك محمد الأمين .
((الملك موسى الصغير بن الملك محمد الأمين بن الملك حماد حسب رواية الصحائح ، أو الملك موسى الصغير بن الملك حماد حسب رواية الخلاصة ابن الملك أبيض بن الملك نصر الله بن الملك صلاح بن الملك موسى الكبير)) ،
و في رواية المخطوط ، تجعل الملك موسى الكبير ابنا للأرباب نصر الله ، و تجعله أخا لأربعة رجال هم (سعد و ناصر و أسعد و شاطر).
بينما خلاصة الاقتباس كتب فيها ((.. و أما أولاد الملك موسى الصغير الكبار أربعة أشقاء هم
محمد جد الأرسلمانية
وحاج حمد جد الحمداب
وعبدالقادر جد عبدالقادرية
و أبو القاسم جد القاسماب)) ،
و أن أولاد أبو القاسم أربعة ، هم :
(عدلان جد أولاد عمامة/عماصة و السورجاب و الكردساب ،
و سلوق ولد أبوالقاسم ،
و محمد الهند جد أولاد فتاح و أولاد سناد ،
و محمد تور جد أولاد أرنسّ . أ.هـ )
و أن عايد أخو موسى الصغير و هما ابنا حماد ، كما ورد في مخطوط الاقتباس.. والله تعالى و أعلم .
و قد ذكر عند البيلاب في كتابهم (سلف البيلاب ، نقلا عن الشيخ محمد التهامي الحسن) ، أن الملك موسى الاصغر و حماد هما(( ابنا الملك محمد بن الملك صلاح بن الملك موسى الاكبر بن الملك محمد بن الملك صلاح )) _ لاحظ أختلاف العامود عن عامود المخطوط و عامود الخلاصة ،
و أن الملك محمد انجب ابنيه عايد و الملك موسى الصغير ،
أما عايد فقد تزوج من بنت الحور أو بنت البحر (سميت هكذا لجمالها) و أنجب منها العايداب في أم بكول و قنتي و رومي ،
وأما الملك موسى الأصغر فقد تزوج من بنت عمه ( قد تكون ابنة عايد) فأنجب منها عثمان البر و حرنان وذريتهما في حسن نارتي
و فعلا قد وجدت ذريتهما في تلك المنطقة ، و قد ذكر في كتاب مروي المظهر و الجوهر للأستاذه فاطمة أحمد علي التالي عنهما (( .. عثمان الذي أتى من الدفار وله توم اسمه حرنان وكلمة حرنان اخذت من كلمة حرن اي ثبت في مكانه وسبب التسمية ان عثمان نزل من بطن امه وتومه الآخر تأخر كثير وظل فترة طويلة ببطن امه لذلك سمي حرنان ومن ذرية حرنان محمد ابو طاقية وكان مقدم في المهدية وكان له حوش كبير وهو المكان الذي شيد عليه خلوة ومسجد حسين نارتي.) أ.هـ
و إلى الجزء الثالث إن شاء الله تعالى.

مخطوط عن البديرية الدهمشية (1)

وجدت هذا المخطوط منقولا بخط اليد لأسرة من السعدناب ، و قد نقله الاستاذ عثمان التوم الهدي ، و قد قمت بنقله من الاستاذ عثمان التوم الهدي ، الذي جلس معنا و أكرم وفادتنا حق الاكرام ، ثم أخرج لنا إرثا آخر ، يخص البديريه ، عَلِّي أتطرق إليه في موضوع آخر إن شاء الله تعالى. لقد حرر هذا المخطوط في 15 جماد الأولى 1322هـ الذي يوافق 28/7/1904م
تحقيق د.الحازم فتح الرحمن محمد 



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحابه وسلم الحمد لله وحده و محمد عظيم الله مجده ،
أما بعد
سبب المسطور في نسبت الجعل الأول أنهم فرعوا من عباس عم النبي صلى الله عليه وسلم و الدليل عليه
أن عبدالله بن العباس ولد ثلاث أولاد :
أولهم علي وذريته العباسه
و الثاني الفضل وذريته الجعل
و الثالث عبدالله و ذريته هلاله و قيل ذريته بالغرب.
ثم يبدأ مسلسلا عمن أخذ منهم ، فيقول :
خرج الفقه عبدالعاط قال أنا أخذت من لسان صاحب اليل بن نايل
وصاحب اليل قال انا اخذت من الفقه حمد الكرار رجل من الاسراب
و ايضا قال انا اخذت من عند محمود بن الفقه حرقان
و محمود قال انا اخذت من عند الفقه عثمان بن حمد
و أن الفقه عثمان ابن الفقه محمد بن أحمد بن الفقه عثمان
فقد نقلت من دفتر الفقه عبدالعاط بن الفقه محمود
أي أن الفقيه عبدالعاط قد أخذ من صاحب الليل بن نايل الذي أخذ بدوره من :
الفقه حمد الكرار (و هو رجل من الأسراب ، و الأسراب هم من ذرية أسعد بن الارباب نصر الله ، كما سيأتي من تفصيل)
محمود بن الفقه حرقان الذي أخذ من الفقه عثمان بن حمد الذي هو جد الفقه عثمان بن محمد
حيث يوضح هذا بقوله : أن الفقه عثمان ابن (حيث كانت الكلمة في أول السطر) الفقه محمد بن أحمد بن (الفقه عثمان بن حمد) الذي أُخِذ منه .
ثم يذكر الكاتب في النهاية أنه قد نقل من دفتر الفقه عبدالعاط بن الفقه محمود.
إذا فالنسب الذي نحن بصدد دراسته و تحليله هو نسب الفقيه عثمان بن محمد بن أحمد بن عثمان .. (علما بأننا لا نعرف عنه شيئا .. مما يجعل عملية التحليل و الاستقراء أفضل ، لأن مقارنة النتائج التي سنتوصل إليها بما عندنا من مخطوطات أخرى ، ستكون مبنية على مدى صحة هذه المخطوطات ..)
و أن عثمان بن الفقه محمد و محمد بن أحمد أحمد بن الفقه عثمان بن حمد و حمد بن محمد بن أرباب موسى الصغير و أرباب موسى بن حماد بن أبيض و أبيض بن طرحان و طرحان بن أرباب موسى الكبير و أرباب موسى ابن نصرالله و أرباب نصرالله بن سل و سل بن محمد و محمد بن بدير و بدير بن ترك و ترك بن سمر و سمر بن سرار و سرار بن عبدالديس و عبدالديس بن كردن و كردن بن بدع و بدع بن حرقاب و حرقاب بن مصروف و مصروف بن أحمد الحجازي و أحمد الحجازي بن إيمان بن جعل بن سعد و لد عبدالله و عبدالله بن الفضل و الفضل بن العباس عم النبي صلى الله عليه و سلم .
يلاحظ في الفقره أعلاه استخدام التكرار و الوصل بابن أو وَلَد ( و ليس وِلِد التي بمعنى أنجب و التي سوف تستخدم لاحقا) ، فكلاهما (أي التكرار و الوصل) مفيد جدا ، لاسيما عند النقل ، لأنه دائما ما نرد المشاكل حينما يسقط الناسخ أو الخاط سطرا كاملا ، و أغلب الظن هذا ما حدث في مسألة النسبة إلى الفضل بن العباس مرة ، و إلى الفضل بن عبدالله بن العباس مرة أخرى ، و مكمن فائدتهما لأمرين ، الامر الأول مسألة معرفة آحاد الاسماء و الصفات الي تطلا بها الاسم كونها القابا لا أسماءً ، كقوله أرباب موسى ( أي أن أرباب موسى، اسم لشخص لقبه أرباب) . و الامر الثاني مسألة التكرار و التي تأكد بأن صاحب الاسم الاول هو ابن لصاحب الاسم الثاني ، مما يساعد الخاط أو الناسخ في تتبع الاسم ، أو يساعد الباحث في التفكر في حال لم يتطابق اسم في سطر مع ما سبقه.
عليه ، فإن ((عثمان بن محمد بن أحمد بن عثمان بن حمد بن محمد بن الأرباب موسى الصغير بن حماد بن أبيض بن طرحان بن الأرباب موسى الكبير بن الأرباب نصر لله بن سل بن محمد بن بدير بن ترك بن سمر بن سرار بن عبدالديس بن كردن بن بدع بن حرقاب بن مصروف بن أحمد الحجازي بن إيمان بن جعل بن سعد و لد عبدالله بن الفضل بن العباس)).
عمود النسب هذا يمكننا أن نقسمه إلى أربعة أقسام .. قسم يشمل ذرية سيدنا عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب . و قسم يشمل ذرية إبراهيم جعل ، و قسم يشمل ذرية سمرة ، ثم أخيرا القسم الخاص الذي يشمل نسب الفقيه عثمان.
إن الاقسام الثلاثة الأولى نستطيع أن نُعْمل فيها المباضع و المشارط ( أدوات التجريح و التعديل) كيفما شئنا ، بيد أن القسم الاخير و هو القسم الخاص الذي يشمل نسب الفقيه ، فهم أدرى به منا .. لأنهم الاقرب نسبا و زمنا ، بل هم الابناء. أي أن هناك حد لا يستطيع أحدنا تجاوزه ، وهو ـ أي الحد ـ يختص بذرية محمد بن الارباب موسى الصغير ، أما ما علا الأرباب موسى فهو قابل للنقد و التعديل .. لأنه نسب عام يشترك فيه ابناء الأرباب موسى الصغير ، و هم كثر.
القسم الأول : ذرية سيدنا عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب :
((جعل بن سعد و لد عبدالله بن الفضل بن العباس))..
وهذه النسبة فيها مسألتين : ..
الأولى : الرابط بين الانساب المنقحة و المصححة عندنا والله اعلم مما اورده النسابة في ذرية العباس رضي الله تعالى عنه ، في سيدنا الفضل رضي الله عنه .. ولمزيد من التدقيق ، فإن بيان اسم الفضل في ذرية سيدنا العباس رضي الله عنه ورد في ثلاثة مواضع :
الأول الفضل بن العباس ، وهذا ما ورد في النسب الذي نحن بصدده
الثاني الفضل بن عبدالله بن العباس ، وهذا ما ورد في مخطوطة السيد أحمد بن الولي إسماعيل
الثالث الفضل بن العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس.
فإذا أعملنا أدوات الجرح و التعديل فيتضح لنا حسب ما ورد في امهات كتب النسب ،
أن الفضل بن العباس - رضي الله عنهما - لم يعقب سوى ابنته أم كلثوم ، عليه فإن السند القائم على اتصال هذه النسبة إلى سيدنا العباس فيها نظر ، ولما كانت آفة النسبة السودانية التقليدية (كما رأينا مرارا و تكرارا ) عدم درسها الممحص للمؤرخين القدامى ، و هو اهمال انتهى بها إلى أغلاط لا حصر لها _ كما قال د.عبدالله علي ابراهيم ، ولكن الاعذار التي وجدناها أو قل أوجدناها من سوء التمحيص و أخطاء النساخ ( و التي كثيرا ما كانت تظهر على شكل كلمات أو حروف يتم شطبها إن لم يكن فقدان سطرا كامل) أو غيرها لهي كفيلة في نظري، بجعل أصحاب النسب يعتقدون بصحته ، لأن الوثيقة التي نحن بصدد دراستها شهد على صحتها 32 شخصا / من علية القوم و سادتهم.
أما النسبة الى الفضل بن عبدالله بن العباس رضي الله عنهم ، (وهذا ما قال به السيد أحمد بن إسماعيل الولي و غيره ) ، فلا تصح كذلك (و الله تعالى أعلم) ؛ لأن ذرية عبدالله بن العباس - رضي الله عنهما- قد انحصرت في ولده الامام علي السجاد ، وهذا ما أجمع عليه كبار النسابة من أمثال صاحب جمهرة أنساب العرب و ابن بكار و مصعب الزبيري و غيرهم.
و ينطبق التحليل أعلاه –فيما يخص القائلين بالنسبة إلى الفضل بن العباس –رضي الله عنهما- ، على رواية السيد أحمد بن اسماعيل الولي الذي نقد الرواية الاولى بالنسبة إلى الفضل بن العباس ، فقال في مخطوطته :
( ان جميع الذرية المنسوبة الآن إلى السيد العباس إنما هي من ذرية السيد الفضل ابن السيد عبدالله ابن السيد العباس. لم أقف على أن للسيد الفضل بن العباس ذرية إلا أم كلثوم ... (إلى أن يقول) و أما العباس .... له ولدان الفضل و عبدالله وقلت الصحيح انهم عشره بنين و ثلاثة بنات و أما عبدالله فولد له ولد اسمه الفضل و الفضل ولد له ولد اسمه سعد و سعد ولد له ولد اسمه ابراهيم الجعلي) ا.هـ .
إذا نستنتج أن النسبة التي كانت منتشرة هي الى الفضل بن العباس رضي الله عنهما في ذلك الزمان ، لأن الكتب التي طلبها السيد ابن الولي و اقتبس منها الخلاصة هي عشرة كتب ، بعضها من بيت الله الحرام ، وقد اجتهد السيد أحمد و وصل إلى معلومات جديده –حينها- و نحن (أقصد المجتهدين و النسابة الأكارم الحاضرين) الآن نتوصل إلى معلومات جديده أخرى نصحح بها ما صححه السيد أحمد بن الولي إسماعيل ، والقارئ لمخطوطته يعرف مدي الجهد الجهيد الذي بذله كي يتحصل على هذه النسبة .
ولي مقال آخر عن مخطوطة السيد أحمد بن الولي اسماعيل ، إن شاء الله تعالى.
فيكون الفضل المقصود (و الله تعالى أعلم) هو الفضل بن العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس - رضي الله تعالى عنهم – .
الثانية : ليس من المعقول أن جعل الذي تنسب إليه المجموعة الجعلية قاطبة هو إبن مباشر لسعد بن الفضل ، فقد اسقط تسعة أسماء من لدن إبراهيم جعل و حتى سعد بن الفضل ، فيكون العامود الصحيح ( و الله تعالى أعلم) ((إدريس بن قيس بن يمن بن عدي بن قصاص بن كرب بن محمد الهاطل بن أحمد الياطل بن محمد ذي الكلاع الحميري بن سعد بن الفضل)) إلى آخر النسب.
القسم الثاني / ذرية إبراهيم جعل :
(( سرار و سرار بن عبدالديس و عبدالديس بن كردن و كردن بن بدع و بدع بن حرقاب و حرقاب بن مصروف و مصروف بن أحمد الحجازي و أحمد الحجازي بن إيمان بن جعل))
فجعلتها هكذا حتى تسهل متابعتها :
((سرار بن عبدالديس بن كردن بن بدع بن حرقاب بن مصروف بن أحمد الحجازي بن إيمان بن جعل)).
الملاحظ لهذا القسم هو اختلاج في ذكر بعض الاسماء أدى إلى عامود يخالف عامود النسب المعروف لدينا ، و نفس هذا العامود المختلج ، ورد ذكره في مخطوط السيد أحمد بن الولي اسماعيل !!! بنفس الطريقة مع اختلافا لبعض الاسماء (إيمان تقابل محمد اليمني ، مصروف تقابل مسروق ، حرقاب تقابل حرقان ، بضاعة تقابل بدع كردن تقابل كردم ، عبدالديس تقابل أبو الديس _ على اختلافٍ في الترتيب ، حيث قدم أحمد بن الولي ، أبوالديس على كردم ، و هو الصحيح – أي التقديم- و الله أعلم )
و إن العامود المعتمد و الله أعلم كما ورد في الفحل هو :
سرار بن السلطان حسن كردم بن إدريس أبو الديس بن قضاعة بن عبد الله حرقان بن مسروق العبسي بن أحمد الحجازي بن إبراهيم جعل.
يمكننا من هذا النص ، ان نخرج بعدد من الملاحظات، و هي :
1. أن النساب جعل لسعد ابنا اسمه (جعل) ، و يقصد به إبراهيم جعل جد المجموعة الجعلية قاطبة ، ولكن الصحيح و الله اعلم بأن إبراهيم جعل هو ابن إدريس بن قيس ، كما أشرت سابقا ، للفارق الزماني الكبير الذي لا يستقيم عقلا و لا منطقا.
2. حصل تقديم لذكر إيمان و الذي يقابل محمد اليمني في مخطوطة السيد أحمد بن الولي و يقابل يمن في الفحل ، على إبراهيم جعل ، و الصحيح و الله أعلم أن يمن هو جد لإبراهيم جعل (جد أبيه).
3. جعل النسّاب ، أحمد الحجازي ، حفيدا لإبراهيم جعل ، و الصحيح و الله أعلم بأنه ابنه مباشرةً .
4. جعل أبوالديس ابنا لكردم و الصحيح - و الله أعلم - ، أن كردم هو ابن لأبي الديس . و أبو الديس هو إدريس على المشهور ، و كردم هو السلطان حسن كُردُم الفوار .
5. جَعَلَ سرارًا ابنا لأبي الديس و الصحيح –و الله تعالى و أعلم - أنه ابنٌ للسلطان حسن كردم .
القسم الثالث / ذرية سمرة :
((أرباب موسى الصغير و أرباب موسى بن حماد بن أبيض و أبيض بن طرحان و طرحان بن أرباب موسى الكبير و أرباب موسى ابن نصرالله و أرباب نصرالله بن سل و سل بن محمد و محمد بن بدير و بدير بن ترك و ترك بن سمر))
و حتى تسهل متابعتها ..
((الأرباب موسى الصغير بن حماد بن أبيض بن طرحان بن الأرباب موسى الكبير بن الأرباب نصر لله بن سل بن محمد بن بدير بن ترك بن سمر))
إن أبناء سرار بن السلطان حسن كردم الفوار الثلاثة هم سُمْرة و سُمَيرة و مُسْمار ، كما ذكرهم الفحل و ابن الولي ، و الملاحظ هنا أنه جعل ابنا لسمر/سمرة هو ترك . و هذا ما يخالف العامود المعتمد ، بأن بدير هو ابن مباشر لسمرة، والله تعالى و أعلم .
و بمقارنة العامود المعتمد من الصحائح التاريخية ، ((الملك موسى الأصغر بن محمد الأمين بن حماد بن أبيض بن أرباب نصر الله بن صلاح بن موسى الأكبر بن محمد بن صلاح المعروف بسالا بن محمد دهمش بن بدير بن سمرة )).
و حسب رواية محمد التهامي في كتابه السودان بين الماضي و الحاضر : ((موسى الاصغر بن محمد بن صلاح بن موسى الاكبر بن محمد بن صلاح))
نجد أن هناك ثلاث روايات ، مختلطة ..
ثم يقول صاحب المخطوط الذي هو بين يدينا :
و أما ترك السالف ذكره ولد بدير مع سل و أولاد بدير ثلاثة رجال من ألوان ودهمش و محمد و أولاد الوان منهم جعل ضنقله العجوز و عبدالباقي و الكنكلاب و الملكناصريه ، و دهمش ولد ملوك تنقس و ملوك الكنيس ، و محمد ولد ثلاثة رجال منهم سل و ناس أبكر و جد الطريف و حاج بليلاب و أولاد عبدالله السليم و الفقه أبودلق وناس النوق اياهم أولاد عبدالله أحديهما ابوعيسى و الميرفاب إياهم أولاد أبوعيسى أحديهما أولاد شلاب منهم أولاد النضيف إياهم أولاد شلاب
إذًا ، ترك له ولدين هما بدير و سل ، ( سل في الغالب هو صلاح بلغة النوبة ، و إن كان ورد في بعض المخطوطات سالا- ساله- أي صالح).
و لبدير ثلاثة رجال : هم ألوان و دهمش و محمد.
1.أولاد ألوان هم جعل ضنقلة العجوز و عبد الباقي والكنكلاب والملكناصرية و هو يفرقهم عن المكناصراب .
2.أولاد دهمش هم ملوك تنقسي و ملوك الكنيس.
3.أولاد محمد و هم ثلاثة رجال ، منهم سل و ناس أبكر و جد الطريف و حاج بليلاب و أولاد عبدالله السليم و الفقه أبودلق و ناس النوق هم أولاد عبدالله و منهم أبناء أبوعيسى (الميرفاب)  و أولاد شلاب ( أولاد النضيف).  
نلاحظ هنا أن العامود المعتمد ، يتجاوز ذكر جعل ضنقلة العجوز و عبدالباقي و الملكناصرية و ملوك تنقسي وملوك الكنيس و الأبكراويين و أولاد أبو عيسى و الشلاب . ، بل أغلب المتداولين لأنساب البديرية يجعلونهم محصورين في أبناء الملك موسى الصغير (حماد و سعد و أسد و شاطر و عايد). فالسؤال الحقيقي كيف يمكن ترتيب هؤلاء – في حال اعتمادنا على العامود المحقق من كتاب الصحائح التاريخية – و إدخالهم فيه ؟؟ حقيقة سوف يقابلنا إضطِّراب كبير ، في النسب القادم من أربعة روايات ، أحدها المخطوط الذي بين يدينا و آخرى عن الفحل و آخرى عن السيد أحمد الولي , وأخرى من جواهر الاصول عن الحقائق/الصحائح التاريخية و أخرى من كتاب السودان بين الحاضر و الماضي لمحمد التهامي الحسن ...
و إلى الجزء الثاني إن شاء الله تعالى.