الاثنين، 26 سبتمبر 2011

مخطوط عن البديرية الدهمشية (4)

القسم الرابع / نسب الفقيه عثمان :
(عثمان بن الفقه محمد و محمد بن أحمد أحمد بن الفقه عثمان بن حمد و حمد بن محمد بن أرباب موسى الصغير)
أي أنه عثمان بن الفقيه محمد بن أحمد بن الفقيه عثمان بن حمد بن محمد بن أرباب موسى الصغير.
وصف المخطوط الملك موسى الصغير بالأرباب ، و كلمة الأرباب من الكلمات التي كانت تشيع زمن الفونج ، و التي من مدلولاتها الرياسة و القيادة.
يقول البروفيسور عون الشريف قاسم في قاموس اللهجة العامية في السودان :
أرباب : لقب اشتهر في مملكة الفونج ، وما زال يستعمل ، و استعمله الاحباش أيضا و اختلف في تفسيره ، فعزاه بعضهم (هِلْ في معجم اعلام السودان) إلى كلمة رَب بمعنى عرب زائدا المقطع آب ، الذي يدل على ياء النسبة بلغة البجة ، فيصبح معنى الكلمة عربي (دراسات سوانية لعبد المجيد عابدين ص96).و كان العرب هم الحاكمون في مملكة سنار . و اللفظ مستعملة في منطقة الخليج العربي و العراق.
أرباب الساقية : الصمد رئيس المزارعين و السيد المقصود الذي لا يقضى دونه أمر.
و قد أورد شيخ المؤرخين الأستاذ محمد عبدالرحيم في كتابه العظيم ، النداء في دفع الافتراء : أن الأرابيب جمع أرباب _ أي أمير، و يطلق هذا اللقب على إخوة الملك و أولاده.
القسم الخاص / نسب أصحاب المخطوط :
(فما كان من الاقرشاب انهم من أولاد سعد نعم ان أقرش ولد محمد و محمد ولد موسى نعم محمد ولد عبدالكريم و عبدالكريم ولد سابل و سابل ولد عبدالكريم و عبدالكريم ولد محمد و محمد ولد موسى و موسى ولد علي و علي ولد محمد و بشير الشهير بطلحي و عمر الثلاثة اياهم أولاد علي ولد موسى
فما كان من ذريت ـ يقصد ذرية ـ  محمد ولد عبدالكريم الاخير أنه ولد أولاد منهم شكور و عبدالكريم و موسى و الخير و علي حاح سيف و فضل السيد و محمد علي نعم ان محمد بن علي موسى و اخوانه المذكورين هم من ذرية موسى كما ذكر أعلاه و سطر اسماؤنا فيه .
إذا النسب الكامل للأقرشاب السعدناب ، و قد أوجدوا نسب الفقيه عثمان أولا ، وهو نسب متصل الاسانيد ، ثم قاموا بمقارنته و أوصلوا نسبهم بعد ذلك ، فكان التالي :
محمد بن أقرش (جد الأقرشاب) بن سعد (جد السعدناب) بن الأرباب نصر لله بن سل بن محمد بن بدير بن ترك بن سمر بن سرار بن عبدالديس بن كردن بن بدع بن حرقاب بن مصروف بن أحمد الحجازي بن إيمان بن جعل بن سعد و لد عبدالله بن الفضل بن العباس.
ثم يأتي لتفصيل ذرية الأقرشاب ، فيقول :
ان لمحمد بن أقرش بن سعد ولدين هما : موسى و عبدالكريم ،
ثم ذكر أن أبناء محمد بن عبد الكريم بن سابل بن عبدالكريم بن محمد بن أقرش بن سعد سبعة أبناء، وهم :
شكور و عبدالكريم و موسى و الخير و علي حاج سيف و فضل السيد و محمد علي . و لموسى ابن اسمه علي، ومن ذرية علي بن موسى بن محمد بن عبدالكريم بن سابل ، محمد و بشير الشهير بطلحة و عمر ، مؤكدا أنهم أبناء علي بن موسى.
و في مسألة التكرار و التوكيد أهمية بالغة ، و إن كان البعض يظن فيها نوعا من تراث الكتابة الذي كان سائدا ذالك الزمن، و لكني أرى فيه منطقا كنت قد تعرضت إليه في الجزء الأول ، فإنه يحفظ للباحث أو المطلع كثيرا من الزمن ، الذي كان من الممكن أن يضيع في حالة فقدان أحد من الأسطر حال النسخ و النقل.
عليه فإن نسب واحد من الاقرشاب السعدناب يكون كالتالي ، من محصلة الأنساب السابقة :
عمر بن علي بن موسى بن محمد بن عبد الكريم بن سابل بن عبدالكريم بن محمد بن أقرش بن سعد بن الأرباب نصر لله بن سل بن محمد بن بدير بن ترك بن سمر بن سرار بن عبدالديس بن كردن بن بدع بن حرقاب بن مصروف بن أحمد الحجازي بن إيمان بن جعل بن سعد و لد عبدالله بن الفضل بن العباس.
أي 29 جيلا إلى سيدنا العباس رضي الله عنه .
أما نسب الاقرشاب السعدناب حسب ما أورده السيد محمد علي العجيمي نقلا عن الصحائح التاريخية و حسب الفحل ، يكون كالتالي :
عمر بن علي بن موسى بن محمد بن عبد الكريم بن سابل بن عبدالكريم بن محمد بن أقرش بن سعد بن الملك موسى الأصغر بن محمد الأمين بن حماد بن أبيض بن الأرباب نصر الله بن صلاح بن موسى الأكبر بن محمد بن صالح المعروف بسالا بن محمد دهمش بن بدير بن سمرة بن سرار بن السلطان حسن كردم الفوار بن إدريس أبو الديس بن قضاعة بن عبد الله حرقان بن مسروق العبسي بن أحمد الحجازي بن إبراهيم جعل بن إدريس بن قيس بن يمن بن عدي بن قصاص بن كرب بن محمد الهاطل بن أحمد الياطل بن محمد ذي الكلاع الحميري بن سعد بن الفضل بن العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس – رضي الله عنهم ـ .
 أي 43 جيلا ، و هي الاقرب للصواب ، حسب القاعدة الخلدونية. و الله تعالى أعلم.
هناك ملاحظتين أريد الاشارة لهما :
الأولى أن الاقرشاب ليسوا هم القرشاب ، فالاخيرون هم أبناء بشارة بن ناصر بن فرحان بن حماد ضريس بن الملك موسى الصغير ، و يقال لهم الناصراب.
أما سابل الذي ورد اسمه في نسب الأقرشاب ، فلا علاقة له بسابل جد السابلاب و هو سابل بن عبدالقادر بن فاضل بن محمد بن فاضل بن عبدالماجد بن عبد الرحمن براق بن فرحان بن الملك موسى الصغير ، و سابل هو جد السابلاب .
أوردت هاتين الملاحظتين حتى يتجنب القارئ المتشابه و المختلف و المؤتلف في الأنساب .
بقى أن أشير إلى أن السعدناب فرع من البديرية الدهمشية و يستقرون في جلاس و أم درق و منهم الشِّقتاب و الياسيناب و القنديلاب و العلابييب ، و قد تكون الأم في بعض الأحوال من بنات السعدناب ، فينسب الأبناء إلى أخوالهم في بعض الأحيان، و الله تعالى أعلم .
الشهود:
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد و سلم قال صلى الله عليه و سلم تعلموا من أنسابكم ما تصلون به ارحامكم و قال جل من قال ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم) هذه النسخة ما هو مسطر في النسخة القديمة بخط الأجداد تحرر بمديرية دنقلا بمركز كورتي ناحية جلاس جزيرة من احد جزاير المركز المذكور نحن الواضعين اسمانا و اختامنا فيه ان هذه النسبة صحيحة الاسانيد من الاجداد سلف و خلف عرفوا بخطوطهم انها منقولة من مكة المشرفة و الصلاة على النبي اول و آخر و العلم لله
15 جماد اول 1322هـ




الناقل هذه الوثيقة
الخليفة عثمان بن محمد الامين
جلاس المركز
15 شهر الله جماد اول 1332هـ

مخطوط عن البديرية الدهمشية (3)

توقفنا المرة الفائتة ، فيما ورد ذكره في كتاب سلف البيلياب و أصهارهم من أعيان العرب للدكتور حمد عبدالرحمن حمد البيلي نقلا عن ( السودان بين الحاضر و الماضي لمحمد التهامي حسن ) وقلنا بأن الملك موسى الأصغر قد تزوج من بنت عمه و أنجب منها عثمان البر و حرنان و ذريتهما في حسين نارتي. كما أنه تزوج بالفارسة شول منى ، وأنجب منها :
1.الملك حمد العجمي و ذريته (الحمداب) بقنتي و حسين نارتي و مورة. و منهم الشيخ محمد ود البدوي.
2.سلمان و هو جد الشيلاب بالكلد.
3.عبدالقادر و ذريته بقنتي و كوري.
4.الملك أبو القاسم – و قيل أن الملك أبو القاسم هو صاحب قصر الحتاني - و ذريته
- المشاويين بقنتي
- السورجاب و المسواب (و سموا مسواب بالتخفيف و السكون نسبة لموسى)
- القلاب بالقلاب
- الشيخضراب و الدحمداب بالكلد
- الملوك بمنصوركتي
- السلوقنجي بقنتي
- البخيتاب بحسين نارتي.
. ا.هـ بتصرف
أي أن ذرية الملك موسى الصغير ، و التي ذكرها السيد أحمد الولي في مخطوطته تتفق مع تلكم الذرية المذكورة و التي أوردها الدكتور البيلي ، و إن إتفقت في حاج حمد وعبد القادر و أبو القاسم ، فلا أظن أنها قد اختلفت في محمد ، و الذي سمي ب ( سلمان ) عند البيلياب ، لأن ذريته وردت تحت اسم الارسلمانية في مخطوطة الولي ، و بغض النظر عن كلمة (الأر) التي تسبق سلمانية ، فهي تدل على أن سلمان هو محمد أو العكس ، أو أنه من ذريته .. و الله تعالى و أعلم .
و الملحوظ أن هناك تفصيلا شاملا لذرية الملك أبو القاسم ، في الرواية المنقولة عن كتاب محمد التهامي حسن ، و لم يتسنى لي ، حتى الآن الوقوف على كتاب التهامي ، و لعلي أبحث عنه فأجده إن شاء الله تعالى ، وما جعلني مطمئنا لنقل رواية التهامي ، أنها لا تبتعد كثيرا عن رواية السيد أحمد في مخطوطته ، و إن كان زاد عليها كثير معلومات كزوجة عايد و زوجتي موسى الاصغر و ذكر تفصيل عنهما ، و هذا ما لم نجده في الروايات الاخر .
ولعل ما ورد عن مملكة الدفار في الصحائح التاريخية ، و جامع الانساب للسيد محمد علي العجيمي ، كان من الممكن أن يدلنا إلى معلومات أكثر و تفاصيل أوفى عن هذه المملكة ، و عن تاريخها و ملوكها ، ولكن يبدوا أننا سنظل نبحث عن هذه الكتب الجامعة ، لعلنا نحصل على واحدة منها ، و الله المعين.
و لقد رجعت إلى ما كتبه الاخ المجتهد العبدلابي في هذا الخصوص ، عند تحقيقه لكتاب السيد محمد علي العجيمي (جواهر الأصول) ، و قد وجدت النص التالي ، نقله إلينا الاخ العبدلابي :
ثم بويع من بعده ولي عهده و خليفة سجادته ابنه الملك موسى الأصغر، و على المعتمد أنه كان له من الذرية خمسة أولاد: السيد عايد، و السيد شاطر، و السيد سعد، و السيد أسد، و السيد حماد الملقب بضريس، فكان أكبر أولاده و نايبه في مملكته، فلقبه بهذا الإسم لأنه كان رضي الله تعالى عنه ذو شجاعة و كرم ظاهر و صلاح باهر. و في أيامه تلاشت أيام دولتهم العباسية رحمها الله تعالى، و ذلك في القرن التاسع، و ما بقي إلا نحاسها، و لم يزل إلى الآن بالقرن الرابع بعد الألف في بيت ابنه السيد حماد، الملقب بضريس، و هي موجودة الآن عند ذراريه."أ.هـ
هناك عدد من الملاحظات في هذا النص أعلاه :
أولا ورود كلمة (على المعتمد) ، أي أن هناك أكثر من رواية ذكرت في هذا الخصوص ، و أن السيد العجيمي قد قام بترجيح كفة على أخرى ، أو أُخر ، فرواية السيد أحمد الولي ، كما ذكرنا قد تطلب لها أكثر من مرجع ، حتى قام باستخلاص النسب الذي ذكرناه ، بل قد قام بنقد نسب آخر ، كما رأينا في مسألة النسبة إلى السيد الفضل بن العباس.
 ثانيا لا ننسى بأن السيد العجيمي له كتاب جامع في الانساب ، كما ورد ذكره في كتابه (الجواهر) ، حينما قال ، ـ و النقل عن ما أورده الاخ العبدلابي في مشاركته السابقة ـ :
((و المعتمد أن له من الذرية ثلاثة أولاد: السيد سرار، و السيد دولة، و السيد تمام، و كل منهم له ذرية تجدها في جامعنا الكبير إن شئت)).
ثم قوله :
((و له ثلاثة أولاد: السيد سامر، و السيد سمير، و السيد مسمار، و هم الذين تفرعت منهم سائر القبائل، فإن شئت فانظرها في مجموعنا الكبير)).
و كان العم أب شيشة (و قد تجاوز المائة و هو أحد القلائل الذين عاصرو السيد محمد علي العجيمي وهو من منطقتنا البار ، و التي تلي البرصة ، موطن السيد العجيمي ) قد قال لي : بأن السيد العجيمي كان قد جمع كبار القوم من كل مناطق البديرية بعيدها و قريبها في زمنه ، كذلك كبار السن اللذين تجاوزت أعمارهم المائة ، و ذبح لهم ، و أكرمهم ، و بعد ذلك أخذ يدون الانساب منهم ، حتى قام بجمع مادته ، وبعد ذلك نسخها ، و أعطى أي واحد منهم نسخته ، فمن حفظها ، فقد حفظ نسبه منذ ذلك الزمن و من أضاعها ، فقد أضاع حقه )) ، هذا ما ذكره لي الحاج أب شيشة.
إذا فلا بد أن ذكر هذه الشخصيات قد ورد في كتاب السيد العجيمي ، بالذكر و التفصيل .. لاسيما و أن كثير من تلك الشخصيات ، يرد ملحقا باسم الملك ، كالملك حمد العجمي و الذي جاءت سيرته مقرونة بأبناء جابر الاربعة ، و الملك أبو القاسم ، و الذي من ذريته في ابنه سلوق ، العمده أب شوك.
و كما ذكرت ، فسنظل نبحث عنه حتى نجده أن شاء الله تعالى .
ثالثا هناك ذرار أخرى لم يتحدث عنها السيد العجيمي ، ربما لأنه أراد الحديث فقط عن الأسرة التي انتهى بها ملك البديرية الدهمشية في منطقة الدفار ، والتي كنا نتبع لها ، قبل تفرقنا الاخير.
مسألة أخرى كنت قد تطرقت إليها قبلا ، و لكي أعرضها فلنأخذ مثالا يوضحها ،
نسب العمده أحمد شوك و هو من السلوقنجية ابن ابو القاسم في قنتي ( كما أورده الدكتور أحمد إبراهيم )
أحمد شوك بن محمد بن حسين بن صالح بن سلوق بن أبو القاسم بن الملك موسى الاصغر .
من نسب السيد العجيمي و هو من الناصراب بجهة البرصة :
السيد ثابت بن السيد موسى بن إدريس بن نصر بن فرحان بن حماد الملك موسى الأصغر.
فل نضع فرضيتان مبنيتان على المكان ، و هي أن أبو القاسم هو ذاته حماد ضريس ، و الأخرى أن أبو القاسم هو أخ لضريس ، فالفرضية الأولى منافية للرواية التي لم تذكر أن العمدة (حفيد أبو القاسم) و هو من قنتي، هو أحد أحفاد حماد ضريس ، فالضريساب هم قبيل بقرية البرصة و البار و أم درق ، و هم معروفون ، و الفرضية الثانية كذلك مرفوضة ، لأن السعدناب هم في جلاس و أم درق و الشاطراب دونكم جزيرتهم المعروفة باسمهم ، و في كورتي و الأسداب في أمبكول و العايداب في حسين نارتي .
إن نسب السيد أحمد الولي ، واضح جدا ، و أمكني بكل وضوح و يسر أن أجعله في شجرة نسب البديرية الدهمشية الكبرى ، فكما أشرت أن الملك ناصر قد شق طريقا في تلكم الشجرة ، هو طريق البديرية الدهمشية الملكناصرية .فأصبحت النسبة إلى هذا الشق ميسرة و سهلة .
ولكن المشكلة تكمن في ذرية الأرباب نصر الله و التي تفرع عنها الكثير ، و بالذات من ذرية الملك موسى الصغير، فتارة نجد أن أبناء موسى الصغير هم حماد ضريس و سعد و أسد و عايد و شاطر ، و تارة نجدهم حاج حمد وعبد القادر و أبو القاسم و محمد/سلمان .
فكما ذكرت أن السؤال الحقيقي كيف يمكن ترتيب هؤلاء – في حال اعتمادنا على العامود المحقق من كتاب الصحائح التاريخية – و إدخالهم فيه ؟؟
تجد الجواب في مقال تفرعات أبناء بدير .
نواصل في الجزء الأخير إن شاء الله تعالى

السبت، 24 سبتمبر 2011

البديرية الكرفاب أحفاد الملك ناصر البديري الدهمشي

إن قبيلة البديرية كان لها سر الأسرار ، إنها قبيلة تستصحب القرآن مع السيف ، و تنشر هدي الله و كتابه ، و لم تركن إلى الدَّعة ، و حياة الملوك الباذخة. فإلى جانب علمائها و شيوخها ، كان فرسانها و أبطالها المغاوير يذبون عن حياض قبيلتهم _ و ليس حقيقة ما يذاع بأن البديرية ، هم أهل قرآن فقط ، و كأن المروج لهذا الكلام ، قد استقى معلوماته من المصدر الأوحد ، و الذي طالما صورهم _ أي البديرية ، أن الغنماية تأكل عشاءهم.


إن محاولة تصوير البديرية على أنهم عرب رحل ، ليس لهم من حياة الحضر شيء ، لهو دليل آخر على محاولات التدليس .
أحدهم من قرية الكرفاب ، و هي أولا الحد الحقيقي الفاصل بين البديرية و الشايقية ، و ليس كما يعتقد البعض بأن حدود البديرية هي البرصة  ، و ثانيا أن الكرفاب هم أحفاد الأمير دهمش بن محمد البدير ، و جدهم الذي كان يقيم في تلكم المنطقة مع ابنائه و أحفاده ،  و حتى أن الإزيرقاب و عندهم المشيخة في الكرفاب ، يذكرون أن تاريخ دخولهم إلى تلكم المنطقة حديث نسبيا .

 أعود إلى ذلكم الشخص الذي كنت أتحدث معه عن البديرية و الشايقية ، فقال لي أنتم بديرية ؟؟ فقلت له نعم ، فقال يعني عرب .. !!! ( يقصد العرب الرحل أصحاب الأبالة و غيرهم ،  كالكبابيش و الهوارة و غيرهم ..) ؟؟ سبحان الله ، هذا الرجل يعرف تماما من أين أنا و يعرف سواقينا و أراضينا بل و قباب أجدادنا ( والتي أستشهد بها لا إيمانا بها ، ولكن إيضاحا لمدى قدمنا و تغلغلنا في هذه المنطقة) ، و يعرف كذلك منطقتنا تماما و حدودها ، ثم يقول لي أنتم عرب ؟؟
ألا ترى في هذا دلالة على التدليس و التلفيق ؟؟؟!!

البديرية الدهمشية ، ما بين الشايقية و الضناقلة .. علاقة لا تنتهي


إن الإشارة للبديرية بأنهم جزء من المجموعة الضنقلاوية ( مما سيرد في النص الذي سنتعرض له )،  فيها لمحة لبعض مفاهيم ذلك الزمان ، و تصحيح لفهم حالي سائد بأن الضناقلة الآن هم الرطانة ، بينما نجد هذا اللفظ كان يطلق عموما على القبائل التي تسكن تلك المنطقة ، عليه لا يوجد ما يسمى بالضناقلة كجنس، بل هي ضنقلا حيث اجتمعت القبائل هناك من بديرية و طريفية و جوابرة و حاكماب و غيرهم ،  و لقد كانت السيادة و الإمارة عند البديرية الدهمشية.

إن هناك بعض التدليس في تارخ تلك القبيلة ، قد لا يكون حدث عن قصد ، و لكنه تكرار لبعض تاريخٍ أخذ من مصدر واحد ، فكان لابد فيه من الخطأ .
 يقول الشيخ الجليل محمد عبد الرحيم رحمه الله تعالى في كتابه النداء في دفع الافتراء :


أما الدناقلة فإنهم أخذوا من ذلك انهم سوف يكونون هدفا لمطامع الشايقية مالم يستعدوا لفطم تلك المطامع بدفاع مجيد فاجتمع أعيان الاربع ممالك بالخندق و بعد المداولة قرروا جلب الاسلحة النارية من القاهرة فقام بعض تجارهم و اشتروا كمية عظيمة من شركات الافرنج بالقاهرة و استأجروا جماعة لتعليم استعمال تلك الاسلحة التي ما كانت معروفة الاستعمال بالسودان ، ثم قسمت الاسلحة أخذ كل ملك نصيبه منها و اختار من رجاله من يصلح للمحاربه بها و أعدوا العدة .

حدث ذلك كله و لم يعرف الشايقية . الذين كروا في جموع هائلة فقام ملك الدفار برجاله إلى الخندق و نحا نحوه ملك تنقسي و سار إليهم ملك أرقو فاصبحت الخندق تموج بالجيوش الآتيه من الجهات و أسندت القياده العامة للملك بشيرالخندقاوي و كان جبارا لا يبالي بالمكاره ، هذا ما كان من أمر الدناقله .

أما الشايقية فغرهم قيام الدفارية من بلادهم فضاعف ذلك نشاطهم و واصلوا الزحف إلى أن دنو من بلدة القولد و قابلهم البديرية و نشبت الحرب بينهما و حرص الفريقان إلا أن الشايقية لم يقو على الثبات أمام نيران البنادق فهزموا هزيمة نكراء و طاردهم فرسان البديرية إلى بلدة الغريبة أما الملك جاويش فانه نزل من فرسه و جلس أي "فرش" فأجهز عليه العدو كما تدل أغاني الشايقية في محاربتهم حملة إسماعيل باشا التي قالوا فيها:
نركب ننقنق جرسنا .... غرب ود الـعـود جلسـنـا
مالنا نحن أن فرشنا ... هيلنا من جاويش حرسنا
و لقد توسط بعض العلماء في الصلح فتم بعد أن غرس حجر طويل في شمال النيل و يمين الغريبة لم يزل قائما و هو الحد بين الشايقية و الدناقة .


أما فرض الاتاوة للشايقية فكذب من الألف إلى الياء فالأتاوة تجي أنذاك من الشيايقيه و الدناقله لملك سنار و عامله فرح والد سعيد محمد فرح الذي ظل كذلك إلى سنة 1236 هـ .1821م و أقره إسماعيل باشا على و لايته التي بقيت في سعيد محمد فرح الذي قتله خليفة المهدي وابنه يشغل منصبه الان و لما هجم أحمد الهدي من دنقلا و فشل أسر الدناقلة جماعة من الشايقية و صاروا يؤنبونهم على ما كانوا يشيعونه بأنهم كانوا يربطون الدناقلة بورق البصل و أخذ الدناقلة يفتخرون و يعرضون بالشايقية كقولهم



التـــركية نحن القـمـنا حـــاربناها .... مانَّا عساكـــــرا المرتزقة كنا معاهـا

شاهرين سيوفنا الما عشقنا سواها .... ضعضعنا المدافع و الجلل خضناها


و في هذا تعريض بالشايقية الذين كانوا ضد المهدية.


نحن الخيلنا غارن في نواحي سواكن .. و نحن صغيرنا1 يخطف في العلوج الماكن


نحن شايبنا2 عارف للحروب و عراكن...يدخل في السواريخ قلبه ثــــــابت و ساكن
__________________________________________________________

1/صغيرنا فيها توريه يحتمل الصغير من حيث هو ، و يحتمل عبدالرحمن صغير الجموعي الذي اقلق مضاجع الأنكليز بسواكن و كان يخلع ملابسه ما عدا السراويل و يحارب عاريا كضرار بن الأزور الصحابي رضي الله عنه.

2/شايبنا فيها توريه أيضا يصح القصد بها الشايب حيث ما كان لأو شايب أحمد الدنقلاوي من سكان الكاملين الذي كان رحمه الله من أبرز فرسان المهدية الذين اشتركوا في حروب عثمان دقنه في سواكن.

مراجعات (البديرية في موسوعة بروفيسور عون الشريف قاسم).

غزت كثير من المعلومات الشبكة العنكبوتية عن قبيلة البديرية ، دون أن يكلف ناقلها نفسه التمعن فيما ينقل ، وهذه آفة المنتديات العنكبوتية العامة ، و منها ما نقل من موسوعة الانساب و القبائل في السودان للبروفيسور عون الشريف قاسم رحمه الله ، و ليس تقليلا من إسهام ذلك العالم الرائع ، و لكن الناظر إلى الموسوعة يجد أن البروفيسور قد قام بجمع أكبر قدر من المعلومات دون اخضاعها للتحقيق و قد تجد في الموسوعة عن موضوع واحد أكثر من رواية ، و بعض الروايات اعتمد فيها - رحمه الله تعالى - على الشفاهة .
إن موسوعة بها هذا القدر من الكم الهائل من المعلومات يصعب مراجعتها و تحقيقها، فلعلك ترى الزمن الذي جمعت فيه ، فما بلك بالزمن الذي تحتاجه لتحقيقها و التوثق من المعلومات التي وردت فيها ؟؟؟
إن كل من ينظر إلى تاريخ السودان و أنساب قاطنيه ، يرى كيف تم تدوينها و صياغتها - إلا من رحم ربي - بطريقة لا تجلب المشاكل لكاتبيها.
نقوم هنا بمراجعة بعض ماورد عن البديرية في موسوعة البروفيسور .. 


البديرية :

قبيلة من المجموعة الجعلية تذكر روايتهم أنهم حضروا من جزيرة العرب الى السودان عن طريق مصر وانقسموا الى قسمين بعضهم اتجه لشمال السودان والجزيرة عن طريق النيل واتجه البعض الاخر لكردفان عن طريق الاربعين حتى بلغوا جبل الكاب بشمال كردفان . وانتشروا حتى كابا قرب الابيض فحدودها من الكاب الى كابا .

إن الناظر و المتفحص لهجرة الجماعات العربية عامة و العباسية خاصة إلى السودان ، يستطيع أن يتوصل لحقيقة هامة ، مفادها أن المجموعة الجعلية قد دخلت السودان الحالي (بر العجم) و استقرت في كردفان في إحدى الروايات ، و ما يعضد تلكم الرواية إحدى الروايات المذكورة عن تسمية كردفان بهذا الاسم ، نسبة إلى السلطان حسن كردم الفوار ، و الذي كان سلطانا عظيما مهابا ، لا يخشى اللوائم ، و كان سريع الغضب ، فكانت القبائل من حوله تخشى بطشه ، فحين غضبه كانوا يقولون : كردم فار ، فتحرفت الكلمة إلى كردفان . إن هناك أكثر من فرضية تدور حول تسمية كردفان بهذا الاسم ، وقد أخذتها على سبيل المقاربة ، دون ذكر باقي الروايات .



إن تحليل د. يوسف فضل ذاته ، تفترض أن أول من دخل منهم هو إبراهيم جعل جد المجموعة الجعلية، و بعض الروايات تقول أن إدريس بن قيس هو أول من دخل منهم .

وسكنوا في شمال السودان في دنقلا بين الشايقية والجوابرة وتمتد ديارهم من دنقلا العجوز شمالا الى الدبة جنوبا .
 والحد بين البديرية والشايقية قرية الباسة وعاصمة البديرية العفاض ويوجدون في قنتي والدبة وجلاس والبركل والبرصة والغريبة وامدرق وغيرها . واستقر بعضهم في قرى ود الترابي والحليلة وحلة النعيم وحلة حمد شمال الكاملين . كما سكنوا بمنطقة طابت بصراصر والعمارة كاسر وام دليبة وفطيس وبمنطقة الحصاحيصا والهلالية ورفاعة وسنجة وكسلا والقضارف وقلع النحل وشمال النيل الابيض وكوستي وغيرها .

وهم أبناء بدر او بدير بن سمرة الجعلي ويسمون بجعل الدفار وكانت لهم مملكة في الخندق والدفار بتوارثها اولاد الملك صلاح الي دخول الاتراك وكان الملك الكبير في دنقلا العجوز وتحته مكوك في الخندق وجزيرة تنقسي وابكر والدفار . وينتسب اليهم غبش بربر واولاد الترابي حمد واخوانه والشيخ عيسى الطالب والشيخ محمد سوار الذهب ومحمد الشيخ عيسى ومنهم في رواية : الشيخ خوجلي

جعل الدفار ( و الدُّفَار هي جقرنارتي اليوم) هم تحديدا أبناء و أحفاد الملك صالح بن الأمير دهمش بن الأمير محمد البدير ، وقد تميزوا بهذا الاسم دونا عن غيرهم من أفرع البديرية.



قد تكون هناك بعض الأسر و القبائل الأخرى التي كانت تسكن في تلكم النمطقة ، ولكن يبدوا أن الاسم كان يطبق على ابناء الملك صالح (سالا بلغة النوبة)


والبديرية ثلاثة اقسام : شويحات ودهمشية ودويحية تنظر في مواضعها .

  إن البديرية و هم أبناء محمد البدير و الشويحات أبناء عبدالرحمن أبوشيخ و الرياشية أبناء أحمد أبو الريش و السماعتية أبناء عبدالسميع و الطريفية أبناء طريف ، كلهم أبناء الأمير سمرة بن سرار بن السلطان حين كردم الفوار .

عليه فإن عبدالرحمن أبوشيخ جد الشويحات فرع مستقل عن البديرية ، و ليسوا قسما منهم.
أما بالنسبة للدويحية ، فإنهم من أحفاد غلام الله بن عائد الجهني ، فليس لهم أي ارتباط بالبديرية .

 وتذكر روايتهم أن لبدير سبعة اولاد هم : حليب جد اولاد حليب ودهمش جد الدهمشية ومحمد جد اولاد محمد وموسى جد اولاد موسى وهلال جد اولاد هلال واغبش جد الغبش وحمد الله جد اولاد حمد الله بالاضافة الى بنتين هما : نعيمة جدة اولاد نعيمة وملكة جدة اولاد ملكة .


آل زاكي الدين من أولاد حِـلِـيْـب.
العيساب من الدهمشية .

آل الترابي من أولاد موسى .

أما أولاد هلال و محمد و حمد الله ، فلم نجد لهم أثر ..

أما الغبش فلا يصح أنهم من أبناء بدير على الإطلاق ..

كذلك ينتسب للبديرية آل إدريس بن بدير.


وكان للبديرية خمس ممالك اربع بدنقلا والخامسة بكردفان في كاب بلول . اما الاولى ففي الدفار منطقة الحتانة وقد غزاها الملك جاويش وضربها اما الثانية فمملكة تنقسي والثالثة مملكة الخندق واشتهر ملكها بشير الخندقاوي والرابعة مملكة ارقو والخامسة مملكة كاب بلول . وقد تجمعت جيوش الممالك الاربع في الخندق استعداد للقاء الشايقية الذين خربوا الدفار ونشبت الحرب قرب القولد فانهزم الشايقية وطاردوهم الى الغريبة ونزل الملك جاويش الاول عن فرسه وفرش فأجهز عليه البديرية وتذكر الشايقية هذا الموقف في محاربتهم لاسماعيل باشا فقال شاعرهم : مالنا نحن إن افترشنا ... هيلنا من جاويش حرسنا وتوسط العلماء فتم الصلح بعد ان غرس حجر طويل شمال النيل يمين الغريبة حدا بين الشايقية والدناقلة والبديرية . ويبدو ان ضغط الشايقية في القرن الثامن عشر دفع الكثيرين من البديرية الى الهجرة الى دنقلا الى كردفان ودارفور حيث كانت جماعات منهم قد استقرت من قبل منذ القرن السادس عشر وتذكرالروايات ان احمد زعمائهم المسمى بلول من بديرية كردفان زحف شمالا من ابي حراز وغزا كاجا السروج على حدود دارفور واقام مقره في جبل بشارة طيب المسمى ( كاب بلول ) ولكن زحف المسبعات من دارفور قوض سلطانه واضطره للجوء الى من تبقى من البديرية بكاجا وسودري وكاتول حيث امتزج البديرية بالسكان المحليين وبعضهم بدارفور في ام كدادة والفاشر ونيالا ولهم عدة عموديات .

راجع ما نقلناه عن شيخ المؤرخين العالم الجليل محمد عبدالرحيم ، رحمه الله تعالى . في المقال ، النداء في دفع الافتراء .

وينقسم بديرية كردفان الى قسمين كبيرين من عدة فروع هما الدهمشية . واولاد نعمة وقد تمازجوا مع جيرانهم من الجوامعة والحوازمة والنوبا ولهم قرى كثيرة جنوب غرب الابيض اضافة الى شمال غرب كردفان وفي فصل الخريف يرعى البديرية مع الحوازمة البقارة وممن لهم صلات واشجة مع البديرية الطريفية . ومن البديرية بكردفان بديرية بارا ومنهم ال شداد . ومنهم ال السيد اسماعيل الولي واصلهم من دبة الفقراء وال الشيخ محمد البدوي وال موسى وداب صفية وحفيده بدوي


اطلعت على نسب الشيخ وداب صفيه ، في موسوعة البروفيسور عون الشريف قاسم ، فوجدت أنه ينسب للبديرية من ناحية الام .
وهناك اسر كثيرة بمدن وقرى كردفان من البديرية منهم مثلا ال قريش وال الفاضل عيسى وال محمد علي السنجاوي ومكي السيد علي وهم بسنجة . وال كنني ببارا وال الشعراني . وهناك من يعرفون ببديرية البحر الابيض ومنهم ال سوارالذهب . اما من يسمون ببديرية كردفان في الأبيض وما حولها الذين تضمهم امارة البديرية . ونظارتها في ال زاكي الدين أولاد حِـلِـيْـب.

الخميس، 1 سبتمبر 2011

شجرة البديرية العباسية و تفرعاتها ، إعداد الحازم فتح الرحمن محمد copy(c) pic

الأستاذ/عثمان التوم الهدي البديري الدهمشي يحمل سيف أمير المهدية يونس الدكيم

من العصي الغليظة التي كانت يستخدمها البديرية في حروبهم ضد الشايقية

لوح قرآني كان يستخدم في تعليم القرآن عند البديرية يعود للقرن التاسع عشر

سيف الأمير يونس الدكيم عامل الخليفة عبدالله التعايشي على ضنقلة وقد أهداه لجد الأستاذ/عثمان التوم الهدي

الأستاذ/عثمان التوم الهدي من الدريداب أبناء أزرق ود فرحان ود الملك موسى الصغير البديري الدهمشي